
لم تعد القدسُ _ القضية الأولى _ بأبعادها الدينية والقومية والإنسانية حاضرةً بوعي كامل إلا لدى الأحرار الذين عرفوا المعانيَ الحقيقيةَ لمقاومة الظلم والاحتلال من خلال معايشة ذلك، إذ نجد المجاهدين اليمنيين (أبطال الجيش واللجان الشعبية) الذين يواجهون العدوان السعودي الأمريكي وحلفاءه وأدواتِه ومرتزقته في ميادين الجبهات والمواجهة هم أكثرُ مَن يفكّرون بتحرير القدس وأكثر وعياً بحجم هذه القضية وأهميّة عدالتها، حيث تظهر تلك الإرادة في خطابهم وأفكارهم بشكل أكبرَ من غيرهم، وهذا يؤكد أن مقاومة العدوان على عدد من الشعوب العربية سواء في اليمن أَوْ فلسطين أَوْ غيرهما هي ثقافةٌ ومشروعُ عدالة وحقٌّ أزليّ وليست مجرد شعارات وخطابات سنوية في صالات القمم التي أصبحت حالةً اعتيادية تقوم بها الأنظمة العميلة كأسلوب لتبرير مواقفها المخزية تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي ولخديعة الشعوب بكذبة (القمة العربية)، وحتى هذه الكذبة أيضاً (القمّة) تبدو هي الأُخْـرَى نافذةً تفتحُها بعض الأنظمة العربية لخدمة العدو الإسرائيلي من خلال استغلالها وترويجها؛ بهدف جَسّ نبض الشارع العربي وردة فعل الشعوب، وأصبحت خطابات الزعامات في قمّاتها تدعو الشعوبَ العربية بشكل قبيح إلى القبول بالاحتلال الإسرائيلي للقدس والرضوخ له والرضا باعتداءاته اليومية ويبرر الزعماء دعواتِهم هذه بمفاهيم مخادعة كالمصالحة والسلام وعدم التوتر.
اقراء المزيد